الثلاثاء، 31 مايو 2022

(من مذكرتي اليومية) العلاقة والمصلحة



كان مجرد نقاش في اروقة عملي، تخلله تلك النظرات مابين اعجاب بوضوح اهدافي وما اريده، ونظرة تنم عن خبث سريرتي، لم اعقب عليهم ولكني مؤمنٌ ان لكل دافع او فعل مصلحة، فالعبادة طمعاً في رضى الله، والصداقة طمعاً في الصحبة واشباعاً لجانب الأنس، ولن انكر مايخالط ذلك من اخوة وثقة وسند تأمنه وتسر له بما يخالج صدرك، هناك ايضاً مصلحة وحاحة. 
ليست المرة الأولى التي اتحدث فيها مع من حولي عن اصل العلاقات وان بها تبادل للمنافع، وحتى لو كانت من باب الاحسان فإن بها مايدفعنا لننتظر المثوبة والأجر من الله.
كان النقاش اليوم عن ماتريده من العلاقة الزوجية، ولم يكن قاصراً على طرف الزوج او الزوجة فقط، بل كان بصورة عامة. ولعل ما اثار ذلك الحنق الخفي الذي لمسته، ان حاجتنا ووضوح ماينقصنا او نود الحصول عليه، هو الخطوة الأولى في اختياراتنا لشريك الحياة.
كان الطابع الذي رسمته ولعلي رسخت ذلك دون قصد، ان حتى مؤسسة الزواج تنطلي على مصلحة ويجب ان لاتخلوا عن رد الجميل وحسن العشرة والصبر في سبيل الاستمرار.

خلاصة القول: اغلق الابواب المفتوحة ان كان الضرر اكثر من منافعها، وكن ذو فائدة لغيرك ليدوم وجودهم حولك.

الأمل



الأمل هو الخلط بين الامنيات والواقع، هو تلك الثقة بأن مانريده ونرجوه سيحصل، هو ذلك الدرب الذي نلتمسه في حلكة اليل، الهدوء الذي يجتذبنا وسط كل هذا الصخب.

 ليس الهدف والطموح هو مايحركنا، لابد من وجود الأمل والثقة بالوصول لننطلق في رحلتنا ونثبت امام العواصف، هو ذلك البصيص من الفرج الذي نسعى اليه، ولو لا الأمل لضاقت بنا فسحة الحياة، لو لا الأمل في بلوغ ما اردنا، لقنطنا عن الحراك والبذل.

لطالما ولد الأمل من مخاض الأيام، ولطالما وجدت الرحمة في رحى المعارك، الأمل هو بكاء مولود ليفيض على من حوله الفرح بعد آلام المخاض، هو تلك الدموع التي اختلطت بالدعوات، هو الورد بين الاشواك، والواحة في وسط الصحراء.

ولعله في حياتي هو ذلك الخيط الرفيع الذي يشدني نحوها، رغم الظروف وسقطاتي المتتالية، لازلت متمسكاً بذلك الأمل، لأني احببتها وتغلل عشقها بروحي وحتى جسدي، هي وهي فقط.

الثلاثاء، 24 مايو 2022

اهل الصفاء متعبون (قصة لم تروى بعد)

 


كان اللؤم ودروسه والترميز في الكلام وحياكة المواقف، من اقل الدروس التي نشئت عليه، وكان الصدق والوضوح وحسن الظن هو الغالب في التعامل مع الناس. والآن اظن ان ذلك خطأ، واجبٌ على كل راعٍ ان يفتح المدارك لمن حوله، بان الخير باقٍ الى قيام الساعة، وان الخبث ولد قبل ان ينزل آدم من الجنة، ويبقى الحكم بناء حسن التربية وغرس المبادئ ليقابلوا الحياة متسلحين بالإيمان وصبغة من حسن الخلق بشيئ من الدهاء والفراسة في قرائة مواقف الناس ودوافعهم.

اذكر ذلك الاتصال من صهري (اخ زوجتي) طالبا الطلاق لأخته، فكان ردي بكل برود " حاضر، ستصلك الأوراق خلال اسبوع"، تفاجئت بالسكوت الطويل على خط الهاتف وكأنه لم يحضر رداً لتلك الإجابه، عشرون دقيقة كانت هي اللحظة التي اُرسل بنياتي وهم في اعمار الرابعة والثالثة مع السائق لمنزل والدتي، كانت رسالة واضحة بلا تفسير.

قد سبقها سلسلة من المشكلات وكان السؤال الجوهري الذي يُطرح كل مرة " هل قصّرت بشيئ؟" وتتلوها اجابتي بنعم وسردٍ لثلاثة طلبات لا رابع لهم. ولكم في تخيّل الاجابات وتحوير الكلمات منهم الكثير، وهناك قائمة طويلة باعذار قد خجلوا من ذكرها في اروقة المحتكم ودوائر الصلح، انكشف كذبهم ولم يكن على يدي، نصر من الله لأن صفاء النية انقذني.

في نهاية المطاف، احسنوا الاختيار، فأهل الحكمة والعقول في ندرة، النفوس الملوثة التي تهوى العبث كثيرة، وتفاهات الحياة والحمية قاتلة تسير بلا هدى في من نقص عقله ولو تفتق جسده اسفل ملابسه.

قلوب مغلقة ( قصة لم تروى بعد)

 

هناك حد الإكتفاء، وهناك جانب الرضا، ويقابلهم حاجة الروح ولاننسى الجسد، الحب ووجوده هو مايبقينا بخير، نركن له بعد وهن اليوم ومتاعب الحياة وكدرها، نلقي بهمومنا ونشاطرها، ليس دائماً انتظاراً لتوجيه او نصيحة بل مشاركة ومقاسمة فقط، بها يطمئن من نقابل في مواجهتنا ومعرفة مابقلوبنا من كدر او حمد او حتى سخط يخالجنا، لذلك الحب مفتاح لأبواب قد اغلقناها واسرار ابقيناها حبيسة بدواخلنا.

اعيش حباً زارني بلا موعد، لم اشأ ان يكون حباً جديداً، ولكن الارواح قد تهتف بغير ماتمليه العقول، تُقاد بالقلوب لتحيا وتنبض من جديد، عرفتها وكان القلب يخفق لها وكل مايخصها، عزّ علي وجوده وامتلئت بها، هي من الحب في كل الوصف، وهي من الجنون لذة البدايات وعمق المشاعر وزيادة الشوق والفقد، هي آوتني واحتضنتني بتعاملها وتواجدها واهتمامها، لا انسى الأحاديث المطولة والنقاشات العديدة، وهل انسى العتب اللطيف الذي تسرده لأجلي، اعطتني دون توقف، اخذت حيزاً من حياتها ووقتها، اردتها ولازلت اطمع بها، كان كافياً لي بل كل ما اريد، ولكن البعد والظروف التي ابعدتنا هي النقص الذي عاناه كلانا، كنت اقول لو كنتي معي، ولطالما قالت لو كنت بجانبي، امنيات نثرناها وتعاهدنا على اللقاء، ولازلت على العهد في اول فرصة تسنح لي.

انا انسان ورجل، اما حاجة الجسد قد لايرويها الحب فقط، فالإهتمام والحنان والاهم من ذلك، ان اجدك عندما احتاج، ليس الامر حكراً على العناق او ملذات اللقاء، مايحتاجه من سند على امور الحياة، تقاسم ادوار واعتراف بمسؤوليات، عطاء من جميع الاطراف لتكتمل الصورة.

رغم ذلك مانت ولازالت تحتل المكان الاسمى بقلبي، ومازلت على عهدي باقٍ، قد اخطئ واخطأت، قد اكون قاسياص دون ان اشعر ليس نقصاً لولاء قبي الذي سكنته، بل انشغالاً وكفاحاً في دوامتي وحدي. ايامٌ وليالي اخذت مني الكثير، لم اكن مخيراً وكان الإكتئاب يقتلني، هجرت كل مايسعدني، ولامني قلمي وكتبي، ابتعدت عن الكل لأداري خيباتي في حياتي وسقوطي المتكرر، وصلت لمرحلة قدمت الموت على الحياة واستوقفني من انا مسؤول عنهم، ليس لهم الا الله بعدي، لا اريد اجتذاب الشفقة او استعطاف المحسنين، قد وصلت ابعد من القاع الذي كان بمخيلتي، نعم كانت بجانبي ولكن الظروف وضعت حدوداً لكل مانبذله.

اما عن حياة القلب وكثرة النزلاء فهو مجال جدال ونقاش، فليس كل من ينزل به يبقى، وقد تلفظه بيدك قبل ان تفعل روحك، قد يكون وجوده ثقلاً وهماً، والاقسى لو جُمعت برباط مقدس قد شرعه الله، عندها فتعازينا الحارة لحياة غير متكافئة غُلفت بالقلوب واكتست بالعشق في بداياته وتجرعت العلقم بقيود لم تكون مرئية في البداية.

ويشهد الله على ما سأكتب وليبدل الله حالي ان اخلفت ويريني ما اكره في اعز مالدي " مازلت على عهدي باقٍ وانتظر الفرصة للقاء والبقاء".











انشغال



ليس نقصاً في الألفاظ ولا زوالاً بمشاعر او افكار، فهناك العديد من المفردات ولاتزال جعبتي ملئى بالخواطر والنقاشات، كل مافي الأمر ان من نكتب لأجلهم قد يصيبهم مايحزننا، فيشنشغل القلب بهم، وتضن المشاعر عن احوالهم.

كم يقتلني ذلك الرد البارد، والتلميحات التي تطلب العزلة او البعد، اعلم ان لهم مساحتهم وخصوصيتهم، واتقطع ان اشعر بهم زارهم ولا استطيع تفريجه او مواساتهم او حتى البقاء بالقرب منهم. ان منزلتهم في قلبي تُبيح لهم ماحُظر عن غيرهم، فلا خصوصيات في حضرتهم ولا حدود في تدخلاتهم ونصحهم، وكأن بساطاً احمر قد رُصفت اطرافه بالورود ترحب بهم ليكونوا معنا في كل شؤوننا.

قد لايشعروا بمثل مانشعر او قد نكون خسرنا شيئاً مما كنا عليه في عالمهم، ولكن حبنا يدفعنا لنقلق وننتظر اخبارهم، ليس اطراف الحديث والعبارات العائمة مانرجوه، بل "هل انت بخير" ما اريد ان اسمع تفاصيله وعباراته.


لكم من قلبي السلام وعلى من تحبون ومن تهتمون لشأنهم، نحبكم ونسأل الله لكم الحياة الرغيدة بالصحةوالعافية. جبر الله قلوبنا وهي تنتظر ان تزول غُمتكم وندعوه ان لايطيل بعدكم واحزانكم.

الاثنين، 23 مايو 2022

كيف حالك؟




 هي ليست تحية كما القيها لغيرك، وليست عادة في بدء حديث، هي مابال قلبك واصدقيني القول بما كدر خاطرك، اعلميني لعلي اخفف عنك مابك.

اتذكر مناسبات عدة، حكت لي يومياتها وماذا خالج صدرها من فرحة او حزن او موقف مؤثر، كنت اتوه في نغمة صوتها واوصافها وطريقة حديثه، لن اخفي ان الشرود على انغام صوتها كان يغزوني وكأني اعيش انغام سيمفونية ملائكية.

احببتها ولذلك كان ماتقوله وماتعيشه او ماتمر به هو المهم، حتى لو كان روتينها اليومي فهو من الأهمية لي بمكان، كنا نسترق الوقت بين كل هذا الانشغال والارتباط والمسؤوليات التي تغمرنا.

هي لي الأمان، وكأنها كلما سألت عن حالي،نادتني لبر الأمان، كانت كلماتها بمثابة العناق الذي احتاجه ويجبر مابقلبي من جروح، هي البلسم لكل جروحي، عندعا فقط احط رحالي واخلع كل دروعي وانبسط بحديثي لها.

ولاتزال جملة "كيف حالك؟ " منها تعني لي الكثير واجابتها مختلفة عن ما يقال لبقية البشر.


ليست مجرد هدية



 احتار في كل مناسبة في الهدية التي ساشتريها، فهي تستحق التميز، واسعى جاهداً بان تكون هديتي شيئا تستخدمه دائماً، كأني طرقت مسمار جحا لتزور ذكرياتها معي.

هو ليس المحتوى ولا القيمة المادية مااعتدنا عليه، هو الأثر المرافق لها، الذكريات والعرفان بشكر وجود تلك الروح بحياتي.

رب احفظها وادمها لي مادمت اتنفس.


ليس كل مايلمع ذهباً

 وليس كل مانراه حقيقي، كما للقمر جانب نجهله، فخلف ذلك المنظر البديع فضاء واسع لاندري حقيقته، تلك حالنا ومايظهر فقط انعكاسل لما يدور حولنا، و...