الثلاثاء، 24 مايو 2022

اهل الصفاء متعبون (قصة لم تروى بعد)

 


كان اللؤم ودروسه والترميز في الكلام وحياكة المواقف، من اقل الدروس التي نشئت عليه، وكان الصدق والوضوح وحسن الظن هو الغالب في التعامل مع الناس. والآن اظن ان ذلك خطأ، واجبٌ على كل راعٍ ان يفتح المدارك لمن حوله، بان الخير باقٍ الى قيام الساعة، وان الخبث ولد قبل ان ينزل آدم من الجنة، ويبقى الحكم بناء حسن التربية وغرس المبادئ ليقابلوا الحياة متسلحين بالإيمان وصبغة من حسن الخلق بشيئ من الدهاء والفراسة في قرائة مواقف الناس ودوافعهم.

اذكر ذلك الاتصال من صهري (اخ زوجتي) طالبا الطلاق لأخته، فكان ردي بكل برود " حاضر، ستصلك الأوراق خلال اسبوع"، تفاجئت بالسكوت الطويل على خط الهاتف وكأنه لم يحضر رداً لتلك الإجابه، عشرون دقيقة كانت هي اللحظة التي اُرسل بنياتي وهم في اعمار الرابعة والثالثة مع السائق لمنزل والدتي، كانت رسالة واضحة بلا تفسير.

قد سبقها سلسلة من المشكلات وكان السؤال الجوهري الذي يُطرح كل مرة " هل قصّرت بشيئ؟" وتتلوها اجابتي بنعم وسردٍ لثلاثة طلبات لا رابع لهم. ولكم في تخيّل الاجابات وتحوير الكلمات منهم الكثير، وهناك قائمة طويلة باعذار قد خجلوا من ذكرها في اروقة المحتكم ودوائر الصلح، انكشف كذبهم ولم يكن على يدي، نصر من الله لأن صفاء النية انقذني.

في نهاية المطاف، احسنوا الاختيار، فأهل الحكمة والعقول في ندرة، النفوس الملوثة التي تهوى العبث كثيرة، وتفاهات الحياة والحمية قاتلة تسير بلا هدى في من نقص عقله ولو تفتق جسده اسفل ملابسه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ليس كل مايلمع ذهباً

 وليس كل مانراه حقيقي، كما للقمر جانب نجهله، فخلف ذلك المنظر البديع فضاء واسع لاندري حقيقته، تلك حالنا ومايظهر فقط انعكاسل لما يدور حولنا، و...