هناك حد الإكتفاء، وهناك جانب الرضا، ويقابلهم حاجة الروح ولاننسى الجسد، الحب ووجوده هو مايبقينا بخير، نركن له بعد وهن اليوم ومتاعب الحياة وكدرها، نلقي بهمومنا ونشاطرها، ليس دائماً انتظاراً لتوجيه او نصيحة بل مشاركة ومقاسمة فقط، بها يطمئن من نقابل في مواجهتنا ومعرفة مابقلوبنا من كدر او حمد او حتى سخط يخالجنا، لذلك الحب مفتاح لأبواب قد اغلقناها واسرار ابقيناها حبيسة بدواخلنا.
اعيش حباً زارني بلا موعد، لم اشأ ان يكون حباً جديداً، ولكن الارواح قد تهتف بغير ماتمليه العقول، تُقاد بالقلوب لتحيا وتنبض من جديد، عرفتها وكان القلب يخفق لها وكل مايخصها، عزّ علي وجوده وامتلئت بها، هي من الحب في كل الوصف، وهي من الجنون لذة البدايات وعمق المشاعر وزيادة الشوق والفقد، هي آوتني واحتضنتني بتعاملها وتواجدها واهتمامها، لا انسى الأحاديث المطولة والنقاشات العديدة، وهل انسى العتب اللطيف الذي تسرده لأجلي، اعطتني دون توقف، اخذت حيزاً من حياتها ووقتها، اردتها ولازلت اطمع بها، كان كافياً لي بل كل ما اريد، ولكن البعد والظروف التي ابعدتنا هي النقص الذي عاناه كلانا، كنت اقول لو كنتي معي، ولطالما قالت لو كنت بجانبي، امنيات نثرناها وتعاهدنا على اللقاء، ولازلت على العهد في اول فرصة تسنح لي.
انا انسان ورجل، اما حاجة الجسد قد لايرويها الحب فقط، فالإهتمام والحنان والاهم من ذلك، ان اجدك عندما احتاج، ليس الامر حكراً على العناق او ملذات اللقاء، مايحتاجه من سند على امور الحياة، تقاسم ادوار واعتراف بمسؤوليات، عطاء من جميع الاطراف لتكتمل الصورة.
رغم ذلك مانت ولازالت تحتل المكان الاسمى بقلبي، ومازلت على عهدي باقٍ، قد اخطئ واخطأت، قد اكون قاسياص دون ان اشعر ليس نقصاً لولاء قبي الذي سكنته، بل انشغالاً وكفاحاً في دوامتي وحدي. ايامٌ وليالي اخذت مني الكثير، لم اكن مخيراً وكان الإكتئاب يقتلني، هجرت كل مايسعدني، ولامني قلمي وكتبي، ابتعدت عن الكل لأداري خيباتي في حياتي وسقوطي المتكرر، وصلت لمرحلة قدمت الموت على الحياة واستوقفني من انا مسؤول عنهم، ليس لهم الا الله بعدي، لا اريد اجتذاب الشفقة او استعطاف المحسنين، قد وصلت ابعد من القاع الذي كان بمخيلتي، نعم كانت بجانبي ولكن الظروف وضعت حدوداً لكل مانبذله.
اما عن حياة القلب وكثرة النزلاء فهو مجال جدال ونقاش، فليس كل من ينزل به يبقى، وقد تلفظه بيدك قبل ان تفعل روحك، قد يكون وجوده ثقلاً وهماً، والاقسى لو جُمعت برباط مقدس قد شرعه الله، عندها فتعازينا الحارة لحياة غير متكافئة غُلفت بالقلوب واكتست بالعشق في بداياته وتجرعت العلقم بقيود لم تكون مرئية في البداية.
ويشهد الله على ما سأكتب وليبدل الله حالي ان اخلفت ويريني ما اكره في اعز مالدي " مازلت على عهدي باقٍ وانتظر الفرصة للقاء والبقاء".

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق