لازلت اذكر مرحلة عشتها، ضاع بها الشغف وفقدت الاهتمام بكل شئ، قد اعتلى الشيب رأسي، اٌنهك القلب وذبلت به الآمال، ذهب الأهم وتجاهلت المهم، لست وحدي بل هي حال الكثير، آلات نصحو لنجري ، ونعمل لنؤدي واجباً تعلق بنا، ونقتات لنتنفس، نؤدي ما اُلزمنا به لأنه حق مفروض علينا فقط، ضاعت الابتسامة وفقدت الصبر ويستمر جري عجلة الحياة، في تلك الأيام اصبحت شديد الحساسية، وكأن دموعي تنتظر مايطلقها، قد فاض بها، ولم تكن تطيق الانتظار.
والآن قد اهدرت مايكفي ولن اكذب وازيف حقائق اعيشها ومر بها غيري ، تقدم العمر وتبدل الإهتمامات ، كثرة عبئ الحياة الذي يثقلني، قل اهتمامي بالكثير مما هو حولي، لازمت كلمة "لايهم" في الكثير من نقاشاتي ومن الاحداث التي حولي، ابدلت مبدأ ان اصلح كل ماحولي اقتداءً ب" جنت على نفسها براقش" والمقولة الأخرى "يداك اوكتا وفيك نفخ".
نعم وجدت الراحة والكثير من السكينة، آمنت أكثر بأن من قسم الأرزاق لن يضيعنا وان كل شئ عنده بمقدار، وان مايحدث ليس محض صدفة، بل هو تدابير من الله عز وجل لغاية وهدف كثتب من قبل، وان ما قُدر لك هو الأفضل لحالك، تحسنت احوالي وبدأالأمل ينبثق من جديد، ايقنت ان لامنقذ لي من حالي الا ثقتي بالله ومن ثم نفسي.
آثرت الصمت على الحديث، ابدلت المشاركة بالمشاهدة، ولعل ذلك التغير جاء بصورة افضل مما توقعت، صار المشاركة في مكانٍ او نقاش وحتى لو نصح بمقدار، زاد وقتي للتأمل قبل اطلاق الأحكام التي كنت ولازلت ابقيها في نفسي ولا اشاركها، عرفت بأن تكون اخر المتحدثين افضل، لتفهم توجهات من حولك وتصل للحل الوسط الذي يرضي الجميع في حال استشاروك او ان للأمر علاقة بأحد شؤونك.
وان طال نقاش او حديث وتكرر الكلام، تضايقت ونطقت روحي "أنا والطوفان من بعدي"، الا يكفي ما بنا من التزامات وشؤون تنهكنا، قد يصل الحال بالبعض بأن يتناسى نفسه واحتياجاتها من كثرة مايمربه، كونوا رحماء بمن حولكم.
لكل منا نصيبه من البلاء والهم، ولكل منا مايشغل باله وتفكيره، آمال معلقة واهداف لم تتحقق بعد، سعيٌ دؤوب هنا وهناك، لست وحدك من يحمل ويخفي في قلبه الكثير، فكن رفيقاً بهم ليكونوا رحماء معك.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق