الثلاثاء، 17 مايو 2022

ليس الكل إنما ذو الحظ العظيم

{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت 34 - 35]
قال ابن عباس في تفسير هذه الآية: أمر اللّه المؤمنين بالصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا ذلك عصمهم اللّه من الشيطان، وخضع لهم عدوهم كأنه ولي حميم.

 

نحن بشر، خليط من المشاعر، نتحرك بالمواقف، تؤثر بنا الكلمات، نفرح ونحزن، نتألم، نحلم ونطمح، نرسم صورة مشرقة في خيالاتنا لمستقبل مشرق، وفي ذات اللحظة قد تجذبنا الذكريات اما لركن حنون او جانبٍ مظلم.  نختلف ونتفق، نتغاضى ونعفو، وقد نتجاهل ونحتسب الأجر، قد تصغر عظام الأمور امامنا ويحدث ان يوسوس الشيطان بتعظيم ماهو يسير. ننساق في لحظة غضب ليغيب الصواب عن العقل. هنا يثبت المؤمن على الحق ويبد العفو والآخر من تنفلت اهوائه ليجادل ويقتص بما تيسر له من خصمه. قلة يسيره من يبادرون بالإحسان والعفو ومقابلة السيئة بالحسنة، قلة من ابتغوا لما عند الله ونفضوا اهواء الدنيا لما هو باقٍ عند الله.

{فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} وهو الصديق الذي يحسن الى من أساء، قاده الإحسان لمصافاتك ومحبتك. ومبادلتك الإحسان إليك، ثم قال عزَّ وجلَّ: {وما يلقاها إلا الذين صبروا} أي وما يقبل هذه الوصية ويعمل بها إلا من صبر على ذلك، فإنه يشق على النفوس، ولذلك جاء وصف الآية {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} وهو النصيب الوفير من الخير كما ورد عن ابن عباس، وقال آخرون الحظ العظيم هو الجنة، خُصت للصابرين دون غيرهم، الذين صبروا على المكاره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ليس كل مايلمع ذهباً

 وليس كل مانراه حقيقي، كما للقمر جانب نجهله، فخلف ذلك المنظر البديع فضاء واسع لاندري حقيقته، تلك حالنا ومايظهر فقط انعكاسل لما يدور حولنا، و...