الأربعاء، 15 يونيو 2022

حمى بلا موعد (مذكرتي اليومية)



 كل ما اذكره اني شعرت ببرد شديد, اطفئت جهاز التكييف في وسط ايام الصيف، وغططة في نوم عميق، حتى ساعات الفجر الأولى استيقظت ويكاد الألم يقطع كل جسدي، ارهاق غريب.

وفي نفس اللحظة لم تكن قسمات وجه من حولي تعكس اخباراً جميلة، لم ادرك وقتها اني قضيت ليلتي جسداً بلا عقل وان لساني لم يسلم من هفواته كالعادة ولكني وانا نائم هذه المرة.

عذراً فأنا رجل له ماضٍ ليس بالمشرف، وحاضر ليس بالمحمود، يكفيني ألماً وجلداً لذاتي ما الاقيه من روتين حياتي كل يوم، يكفيني الحسرة التي تعتصرني كلما التفت لأبنائي واهلي واشيائي التي تخصني، او الانجازات التي اهدرت والمادة التي طالها الضياع. الحمدلله اولاً وآخراً ايماناً وتسليماً بحمة الله ورحمته بقضائه.

لم يكن حديث نفس بل كان بوحٌ صادق، ليست افكاراً او جملاً انتقيتها او تغريدةً اعيد كتابتها وانتقي مفرداتها، نعم لقد ذكرت صدقاً انطلق على لساني، وكأن قلبي امسك بتلابيب لساني لينطق مايمليه عليه، والعقل شارد ومشغول في ادارة الحمى التي ألمت بالجسد.

ذكرت حزني لمن فقدت، لم يكن بالكثير ولكن تردد إسم ممازاد من حدة الموقف، وذكرت اشخاصاً ادين لهم بالإعتذار لم يعلم احدٌ عنهم، تحسرت على فرص اهدرتها ووضاع اُجبرت عليها رغماً عني، واحلام اضعتها واشخاصاً خسرتهم، بكيت على اسم ذكرته في كل تلك اللحظات من ندم وحزن واعتذار وحب وندم، كل ذلك والآهات مزقت احاديثي وشاطرت الدموع مع وسادتي. 

كل ماذكرته هو ماحُكي لي بعدما افقت، وكانت النظرات محتدة، والردود مبهمة محملة بالألغاز، لم يكن بأفضل الايام ولعله من اصدقها، ولكن الخير من الله ليعلم من حولي بما في سريرتي.

والآن وقد اصبح لمن حولي لبعض كلماتي التي اقولها حظاً وافراً من التفكير بتلك الليلة وان للقلب رأياً آخر غير ما اظهره. سكرة مررت بها وابدت الكثير مما كنت اخفيه، وكله خير فخير وخير من الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ليس كل مايلمع ذهباً

 وليس كل مانراه حقيقي، كما للقمر جانب نجهله، فخلف ذلك المنظر البديع فضاء واسع لاندري حقيقته، تلك حالنا ومايظهر فقط انعكاسل لما يدور حولنا، و...