الخميس، 19 مايو 2022

انا مصيب وانت مخطئ



 وجدت التمسك بالرأي من التصرفات الرجعية، وخاصة لو كانت قاصرة على استنتاج شخصي او تجارب متحيزة، والأسوأ من ذلك تعميم الاحكام وفرض طوق من المقاطعة لكل مايمت الى ذات الموضوع بصلة ان تطرقنا اليه بمحاولة لشرح جانب غاب عن نظره، ويظل الرأي المتعصب فيصلاً وكأنه خٌتم بالشمع مشيرا بيده، رفعت الاقلام وجفت الصحف.

المعضلة ليست عناداً فقط، بل طابع خاص يرتسم على الشخص المعاند وكأنه بلغ الكمال، وللأسف هو اول دليل على انحسار في التفكير وقصور في التطور، نعم هناك مسلامات من الخطأ نقاشها، وهناك آراء الخلاف بها محمود، واهداف لكل شخص ينبع وفقاً لها قرارات وتوجهات ليبلغ غايته.

اذكر مقالة قرأتها في كتاب لجبران خليل جبران، عن كلب اوقفه تجمع للقطط وظل يتأمل حالهم، وفجأة اذا بأحد القطط وعليه هيبة مختلفة عن بقية القطيع يسير حولهم ويذكرهم بالدعاء والصلاة والتضرع، لان السماء ستمطر فئران كرزق لهم، مشى الكلب مستهزئاً وهو يردد في نفسه، الكل يعلم ان مع الدعاء والطلب والصلوات وحتى اني قرئتها وقال لي اجدادي ستكون الاجابة وان السماء ستمطر عظماً.

المعضلة تكمن في نشئت الشخص وانفتاحه من عدمه ليشتكشف ويتعلم، هناك فرق بين من دُرّب ليكون في بوتقه من الفهم، احادي المصدر، عنصري التفكير بما يتعلق بفهمه المحدود لما حوله، فلا يتلقى الا من شيخ قريته او كبير عائلته او مصدر واحد لأن اجداده قالوا كذلك، حاله يقول هؤلاء هم الصواب وماسواهم مخطئ.

اذكر في سنوات الصحوة واندفاع السلطة الدينة انه بلغ الى مسمعي ان احد المشايخ يقول" الحمدلله انه اشغل الغرب بالصناعة وفرغنا للعبادة" تباً للجهل وقصر النظر والفهم السقيم الذي يتغشى بعض البشر.

هناك تعليق واحد:

  1. الدوغمائية: هي حالة من الجمود الفكري، يتعصب فيها الشخص لأفكاره لدرجة رفضه الإطلاع على الافكار المخالفة. حتى ولو ظهرت له الدلائل التي تثبت ان افكاره خاطئة، سيحاربها بكل قوة ،يصارع من اجل اثبات صحت افكاره وآراءه. حالة شديدة من التعصب للأفكار والمبادئ والقناعات، تصل لدرجة معاداة لكل مايختلف عنها. (المصدرأراجيك)

    ردحذف

ليس كل مايلمع ذهباً

 وليس كل مانراه حقيقي، كما للقمر جانب نجهله، فخلف ذلك المنظر البديع فضاء واسع لاندري حقيقته، تلك حالنا ومايظهر فقط انعكاسل لما يدور حولنا، و...